أمريكا تدعو لإنهاء العنف في سوريا: دعوات لانسحاب إسرائيل والقوات السورية من مناطق التوتر

 تصريحات أمريكية تدعو لخفض التصعيد في الجنوب السوري وتطالب الأطراف بالانسحاب ووقف العمليات العسكرية فورًا

مشردين في سوريا


في تطور دبلوماسي لافت، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن أملها في انتهاء العنف الدائر في الجنوب السوري، داعية إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي والقوات السورية، من مناطق التماس التي تشهد توترًا متصاعدًا منذ أسابيع.

وأكد المتحدث باسم الوزارة في بيان رسمي، أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب تطورات الوضع في سوريا، خصوصًا في المناطق الجنوبية المحاذية للجولان المحتل، حيث تصاعدت وتيرة المواجهات بعد تقارير عن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع للجيش السوري والفصائل المتحالفة معه.

وأضاف البيان أن واشنطن تدعو جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وتفادي المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة ويزيد من معاناة المدنيين، مشيرًا إلى أن أي عمل عسكري قد يهدد الأمن الإقليمي ويؤثر سلبًا على جهود التسوية السياسية.


تصعيد ميداني يهدد الاستقرار الإقليمي

منذ بداية يوليو/تموز، شهدت سوريا موجة جديدة من الاشتباكات والغارات الجوية، كان أبرزها ما وصفته مصادر محلية بأنه استهداف إسرائيلي مباشر لمواقع تابعة للفرقة الرابعة والحرس الثوري الإيراني في محيط درعا والقنيطرة، بالتزامن مع تحركات عسكرية برية للجيش السوري في نفس المنطقة.

وقالت مصادر دبلوماسية إن هناك قلقًا أمريكيًا وأوروبيًا من إمكانية تطور هذه الاشتباكات إلى صراع أوسع، خاصة مع التقارير التي تتحدث عن تحشيدات عسكرية سورية قرب المناطق الحدودية مع الجولان، ما قد يدفع إسرائيل إلى الرد بقوة أو شن عملية موسعة داخل الأراضي السورية.


دعوات دولية لوقف إطلاق النار وإعادة فتح قنوات التفاوض

لم تقتصر التحذيرات على الولايات المتحدة فقط، بل انضمت فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى الدعوات المطالبة بـوقف فوري لإطلاق النار في الجنوب السوري، والعودة إلى مسار جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، خصوصًا القرار 2254 الذي ينص على انتقال سياسي تحت إشراف أممي.

وصرّحت مصادر في الأمم المتحدة أن تصاعد العمليات العسكرية يهدد الجهود الأممية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، خصوصًا في ريف درعا والقنيطرة، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والدواء وسط تدهور البنية التحتية.


خلفيات الصراع: الجنوب السوري بؤرة مشتعلة منذ سنوات

تُعتبر المنطقة الجنوبية من سوريا، وبالأخص محافظة درعا ومحيط الجولان المحتل، من أكثر الجبهات حساسية في النزاع السوري. ورغم توقيع عدة اتفاقيات لخفض التصعيد بين روسيا والولايات المتحدة والأردن خلال السنوات الماضية، إلا أن التوتر لم يهدأ بالكامل.

ويرى مراقبون أن تداخل المصالح الدولية والإقليمية، إلى جانب وجود فصائل موالية لإيران بالقرب من الحدود مع إسرائيل، يساهم في تعقيد المشهد ويجعل من الجنوب السوري ساحة صراع إقليمي مفتوح.


ختامًا: هل يتحقق الأمل الأمريكي بوقف العنف؟

في ظل الغموض السياسي والتدهور الأمني، تبقى دعوات الولايات المتحدة مجرد أمنيات ما لم تُترجم إلى خطوات عملية وضغوط دبلوماسية على الأطراف المتصارعة. فهل تنجح واشنطن في تحريك المياه الراكدة وإعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض؟ أم أن الجنوب السوري سيبقى عالقًا في دوامة التصعيد والتجاذبات الإقليمية؟

تعليقات