جهود ضخمة لإخماد ألسنة اللهب وسط تحذيرات من توسع النيران وتأثر الملاحة الجوية وسكان مدريد
مدريد - تواجه إسبانيا واحدة من أكبر الكوارث البيئية هذا الصيف، بعدما اندلع حريق ضخم في مناطق غابات قريبة من العاصمة مدريد، مما أدى إلى تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان غطّت سماء المدينة وأثّرت بشكل مباشر على جودة الهواء، وسط تحذيرات صحية للسكان.
ووفقًا لتقارير رسمية، اندلع الحريق في منطقة غابات جبلية تقع جنوب غرب مدريد مساء أمس، وسرعان ما انتشر بفعل الرياح الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة، التي تجاوزت 39 درجة مئوية. وتشير التقديرات الأولية إلى أن النيران التهمت أكثر من 2500 هكتار من الأراضي الحرجية حتى صباح اليوم.
وتشارك أكثر من 20 طائرة و1000 عنصر من فرق الإطفاء والدفاع المدني في محاولة للسيطرة على الحريق، الذي ما يزال خارج السيطرة في عدة بؤر. وقد تم إجلاء المئات من السكان في المناطق القريبة من الحريق كإجراء احترازي، كما تم تعليق بعض الرحلات الجوية في مطار مدريد الدولي بسبب تدني الرؤية نتيجة الدخان الكثيف.
من جهتها، أصدرت وزارة الصحة الإسبانية تحذيرات تطالب المواطنين بالبقاء في منازلهم، وتجنب الخروج إلا للضرورة القصوى، خاصة كبار السن والأطفال ومرضى الجهاز التنفسي، في ظل ارتفاع مستويات التلوث في العاصمة.
ويرى خبراء البيئة أن هذه الكارثة تُعدّ من تبعات التغير المناخي الذي أدى إلى جفاف استثنائي هذا الصيف في إسبانيا، مما جعل الغابات أكثر عرضة للاشتعال.
ويخشى السكان من تفاقم الوضع إذا لم تتم السيطرة على الحريق خلال الساعات المقبلة، وسط تساؤلات عن استعداد الحكومة لمواجهة حرائق الغابات المتكررة التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة.
اطرح لنا افكار اكثر واكتب تعليق يليق بك