نتائج التحقيق تشير إلى خلل في إدارة الوقود أدى إلى توقف المحركين.. والسلطات تتوعد بتغييرات صارمة في إجراءات السلامة
في تطور خطير وصادم، كشفت نتائج التحقيق الأولي في حادثة تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية أن المحركين الرئيسيين للطائرة توقفا عن العمل بسبب انقطاع مفاجئ في تدفق الوقود، وذلك قبل لحظات فقط من سقوط الطائرة وتحطمها، ما أدى إلى وقوع ضحايا وإصابات في واحدة من أسوأ الكوارث الجوية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.
وبحسب تقرير لجنة التحقيق الهندية لحوادث الطيران المدني، فإن الطائرة التي كانت في رحلة داخلية من مدينة كوزيكود إلى مطار في كيرالا، فقدت الطاقة بشكل كامل نتيجة خلل فني أو بشري في نظام توزيع الوقود، ما تسبب في توقف كلا المحركين بالتتابع، وفقدان الطيارين القدرة على السيطرة.
وأشار التقرير إلى أن الطيارين لم يبلغوا برج المراقبة بأي حالة طارئة تتعلق بالوقود أثناء التحليق، مما يرجح أن الطاقم لم يكن على دراية بانخفاض الوقود حتى لحظة اقتراب الكارثة. كما أظهر مسجّل بيانات الرحلة وجود إنذارات متكررة لانخفاض ضغط الوقود قبل دقائق من السقوط.
وأكد مسؤول في هيئة الطيران المدني الهندية أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد السبب الدقيق وراء عدم وجود كمية كافية من الوقود، وما إذا كان السبب يعود إلى سوء تقدير في التزود قبل الإقلاع، أو تسرب خلال الرحلة، أو خطأ في توزيع الوقود من الخزانات.
الحادث أسفر عن مصرع عدد من الركاب والطاقم، فيما نُقل العشرات إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بعضهم في حالة حرجة. كما دُمرت الطائرة بشكل شبه كامل بعد اصطدامها بالأرض خارج حدود المدرج، وسط أحوال جوية غير مستقرة وقت الحادث.
وزارة الطيران الهندية سارعت إلى إصدار بيان تعهدت فيه بمحاسبة أي جهة قصّرت في تطبيق معايير السلامة، كما أمرت بإجراء مراجعة شاملة لجميع الرحلات التي تُشغّلها الشركة، مع التركيز على أنظمة الوقود والصيانة.
من جانبها، أصدرت شركة الخطوط الجوية الهندية بيان تعزية لعائلات الضحايا، مؤكدة تعاونها الكامل مع التحقيقات، وأنها علّقت الفريق الفني المسؤول عن تجهيز الرحلة بانتظار نتائج التحقيقات النهائية.
ويأتي هذا الحادث ليعيد إلى الواجهة المخاوف بشأن سلامة الطيران الداخلي في الهند، في ظل تزايد الحوادث التقنية المرتبطة بالصيانة أو الإهمال، ما دفع الخبراء إلى المطالبة بمراجعة دقيقة لإجراءات الفحص قبل الإقلاع وتدريب الطواقم الأرضية.
اطرح لنا افكار اكثر واكتب تعليق يليق بك