"فارق كبير بين أسعار البيع في السوق المركزي والأسواق المحلية يدفع المستهلكين للتساؤل عن غياب الرقابة"
يشهد سوق الخضار في الأردن، خاصة خلال موسم الصيف، تفاوتًا كبيرًا في الأسعار بين السوق المركزي والمحلات التجارية، ما أدى إلى موجة من الاستياء بين المواطنين. فقد تراوحت أسعار بعض الأصناف بين 10 قروش في السوق المركزي ونصف دينار وأكثر في الأسواق المحلية، ما دفع العديد إلى التساؤل عن أسباب هذه الفجوة الكبيرة.
وفقًا لتقارير ميدانية من الأسواق في عمّان والزرقاء وإربد، فإن سعر كيلو البندورة في السوق المركزي لا يتجاوز 10 قروش، بينما يباع للمستهلك في الأسواق المحلية بسعر يصل إلى 50 قرشًا أو أكثر. أما الخيار، فسعره في السوق المركزي يقارب 20 قرشًا للكيلو، ويصل في الأسواق الشعبية إلى 70 قرشًا، رغم انخفاض الكلفة على التجار.
يؤكد عدد من المواطنين أن هذا الفارق غير مبرر، متهمين بعض التجار بالمبالغة في الأسعار واستغلال ضعف الرقابة الحكومية. ويضيف المواطن "أبو خالد" من سكان جبل الحسين: "كيف يمكن أن يباع كيلو البطاطا بـ15 قرشًا في السوق المركزي، ثم يُعرض علينا في الحي بسعر يتجاوز النصف دينار؟"
شكاوى متكررة وغياب للرقابة
تعالت أصوات الشكاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طالب المواطنون وزارة الصناعة والتجارة والتموين بتشديد الرقابة على الأسواق، ومتابعة سلسلة التوزيع من السوق المركزي حتى تصل السلع للمستهلك، لضمان عدم التلاعب بالأسعار.
وأكد عدد من تجار التجزئة أن التكاليف التشغيلية مثل النقل والتبريد والإيجارات تسهم في رفع الأسعار، إلا أن ذلك لا يبرر الفروقات الشاسعة التي تصل إلى 400% في بعض الأحيان.
رأي الجهات الرسمية
من جانبها، أوضحت وزارة الصناعة والتجارة أن الرقابة مستمرة، وأنها تستقبل الشكاوى وتتابعها بشكل مباشر، داعية المواطنين إلى الإبلاغ عن أي تجاوزات من خلال تطبيق "راقب" أو الاتصال بمركز الشكاوى الموحد.
إلا أن مراقبين اقتصاديين يرون أن ضعف الإجراءات الردعية وسهولة التلاعب في الأسعار اليومية تجعل الرقابة غير فعالة ما لم يتم تطوير آليات الضبط وربط الأسعار بالسوق المركزي بشكل مباشر.
دعوات لحلول جذرية
يرى مختصون أن الحل لا يكمن فقط في الرقابة، بل في فتح المجال أمام التعاونيات الاستهلاكية، ودعم الأسواق الشعبية، وإيجاد بدائل مباشرة من المنتج للمستهلك، بهدف كسر سلسلة الوسطاء وتقليص الهوامش الربحية غير العادلة.
ويستمر المواطن الأردني في معاناته اليومية مع ارتفاع تكاليف المعيشة، في وقت يبحث فيه عن حلول تضمن له تأمين احتياجاته الأساسية دون استنزاف دخله المحدود.
اطرح لنا افكار اكثر واكتب تعليق يليق بك