القائمة الرئيسية

الصفحات

تصعيد خطير في البحر الأحمر: استهداف سفينة تجارية بخمس قذائف قبالة سواحل الحديدة

 الهيئة البحرية البريطانية تؤكد تعرض السفينة لهجوم أفقدها قدرتها على الإبحار.. ومخاوف من تفاقم التهديدات للملاحة الدولية

سفينة تجاريه


في تصعيد جديد يشهده البحر الأحمر، أعلنت "هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية" (UKMTO) اليوم عن تعرض سفينة تجارية لهجوم مسلح بخمس قذائف غربي ميناء الحديدة اليمني، ما أدى إلى أضرار جسيمة أفقدتها قدرتها على الإبحار، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى الآن. الحادث يعكس تصاعد التهديدات التي تواجه الملاحة في هذا الممر الحيوي للتجارة العالمية.

وبحسب بيان الهيئة، فإن الهجوم وقع صباح يوم الإثنين في منطقة تبعد نحو 65 ميلاً بحريًا غرب مدينة الحديدة، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين. وأضاف البيان أن السفينة "تعرضت لقصف مباشر بخمس قذائف، ما أدى إلى اندلاع حريق وأضرار جسيمة في هيكلها، وأصبحت غير قادرة على مواصلة الإبحار".

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها رسميًا عن الهجوم حتى ساعة إعداد التقرير، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى جماعة الحوثي التي كثفت من عملياتها ضد السفن التجارية في البحر الأحمر منذ أواخر عام 2023، ضمن ما تسميه "دعماً لفلسطين وضغطًا على التحالف الغربي".

ردود الفعل الدولية

سارعت عدة جهات دولية للتنديد بالهجوم، واعتبرته تصعيدًا خطيرًا يهدد سلامة الملاحة الدولية. وزارة الخارجية البريطانية أعربت عن "قلق بالغ"، وطالبت بـ"ضمانات لحماية السفن التجارية في الممرات البحرية الدولية". كما أصدرت القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) بيانًا أشارت فيه إلى أنها "تراقب الوضع عن كثب"، وأكدت دعمها لحماية حرية الملاحة.

ويأتي الهجوم في وقت تتزايد فيه الهجمات على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، الأمر الذي أجبر بعض شركات الشحن العالمية على تغيير مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح، رغم ما يعنيه ذلك من زيادة التكاليف وتأخير في توصيل الشحنات.

السياق الإقليمي

منذ بداية الأزمة اليمنية وتصاعد النزاع الإقليمي، أصبح البحر الأحمر ساحة صراع غير مباشر بين أطراف إقليمية ودولية، خاصة مع تزايد الاعتماد العالمي على هذا الممر الذي يربط بين أوروبا وآسيا. وقد حذرت الأمم المتحدة مرارًا من أن استمرار الهجمات على السفن التجارية من شأنه أن يهدد استقرار سلاسل الإمداد العالمية.

وفي ظل غياب حل سياسي شامل في اليمن، وتوسع دائرة المواجهة الإقليمية، يتوقع مراقبون أن تظل الملاحة في البحر الأحمر عرضة لمزيد من الهجمات، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات تهدئة بين أطراف النزاع.

الوضع الحالي للسفينة

لم تُعلن بعد تفاصيل حول اسم السفينة أو علمها، إلا أن الهيئة البحرية البريطانية أكدت أن فرق الاستجابة تعمل على تقييم الأضرار، وأن اتصالات تجري لتقديم المساعدة الطارئة لطاقمها. وأشار بعض الخبراء إلى احتمال غرق السفينة في حال لم يتم سحبها قريبًا إلى ميناء آمن.

خاتمة

الهجوم على السفينة غرب الحديدة ليس مجرد حادث عابر، بل يمثل مؤشرًا خطيرًا على هشاشة الوضع الأمني في البحر الأحمر، وعلى مدى التأثير العميق الذي يمكن أن تخلفه الصراعات الإقليمية على التجارة الدولية وسلاسل الإمداد. كما يضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ حقيقي في تأمين هذا الممر الحيوي وحماية السفن التجارية من الاستهدافات المتكررة.

تعليقات

التنقل السريع