"لحظة وداع مؤلمة.. أطباء المعمداني يشيّعون زميلهم الشهيد الدكتور أحمد قنديل في غزة"

 "ارتقى في قصف إسرائيلي استهدف مفترق السامر.. ورفاقه يودعونه بدموع وألم وسط مشاهد خيّمت عليها مشاعر الفقد"

أطباء المعمداني يشيّعون زميلهم الشهيد الدكتور أحمد قنديل في غزة


في مشهد إنساني مؤثر، ألقى أطباء مستشفى المعمداني في مدينة غزة نظرة الوداع الأخيرة على زميلهم الشهيد الدكتور أحمد قنديل، الذي ارتقى في قصف إسرائيلي استهدف مفترق السامر وسط المدينة، ضمن سلسلة غارات دامية شنّها الاحتلال خلال الساعات الماضية.

تجمّع زملاء الدكتور قنديل حول جثمانه المغطّى بالعلم الفلسطيني داخل المستشفى الذي عمل فيه طبيبًا مخلصًا حتى لحظة استشهاده. ووقف الأطباء والممرضون بصمت مطبق، قبل أن تنهمر دموعهم في وداع لا يشبه أي وداع، حيث فقدوا طبيبًا كان يمثل لهم رمزًا للإنسانية والالتزام في أحلك الظروف.

قال أحد زملائه، وهو يبكي بحرقة:
"كان أحمد لا يغادر المستشفى، يخدم المرضى والجرحى بلا كلل... رحل قبل أن ينهي نوبته التي كان يصرّ على استكمالها رغم الخطر".

الشهيد.. طبيب في زمن المجازر

الدكتور أحمد قنديل، في العقد الرابع من عمره، عمل طبيبًا طوارئ في مستشفى المعمداني لسنوات، وكان من أبرز الوجوه الطبية التي واصلت العمل تحت القصف، يقدم الإسعافات الأولية للمصابين في أصعب الظروف، وينقل روحه الطيبة إلى كل من حوله.

استشهد بينما كان في طريقه إلى المستشفى، بعد أن استهدفت طائرة حربية إسرائيلية مركبة مدنية قرب مفترق السامر، أحد أكثر المناطق ازدحامًا في غزة.

استهدافه لم يكن فقط اعتداءً على روح إنسان بريء، بل جزءًا من الاستهداف المتواصل للأطقم الطبية والمراكز الصحية، التي تدفع ثمنًا باهظًا في حرب مفتوحة لا تفرّق بين المدنيين والمقاتلين.

مستشفى المعمداني.. خط الدفاع الأول

مستشفى المعمداني، الذي بات رمزًا للصمود في غزة، شهد خلال الحرب الحالية استهدافات مباشرة وغير مباشرة، وهو اليوم يفقد أحد أعمدته في مشهد يختصر الألم الفلسطيني الممتد من جرح إلى جرح، ومن شهيد إلى آخر.

ورغم المأساة، عاهد زملاء الدكتور قنديل أنفسهم على الاستمرار في أداء الواجب الإنساني، مؤكدين أن رسالته لن تُدفن معه، بل ستبقى حاضرة في كل غرفة طوارئ، وكل سرير علاج.

تعليقات