توتر أمني متصاعد في الجنوب السوري وسط غياب حلول فاعلة
السويداء – تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا منذ مساء الأربعاء وحتى صباح اليوم اشتباكات متقطعة بين مجموعات من العشائر السورية وفصائل محلية مسلحة، في تصعيد جديد يعكس هشاشة الوضع الأمني في المحافظة التي ظلت لسنوات بعيدة نسبيًا عن النزاع المسلح المباشر.
وبحسب شهود عيان ومصادر ميدانية، اندلعت المواجهات في الأحياء الغربية من المدينة، وتركزت بشكل خاص في مناطق العنترية وحي الجلاء، حيث سُمعت أصوات إطلاق نار كثيف وانفجارات ناجمة عن استخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
وأكدت المصادر وقوع إصابات بين الطرفين، دون وجود إحصائية دقيقة حتى الآن لعدد الجرحى أو حجم الخسائر المادية، فيما سادت حالة من الذعر بين الأهالي، وسط دعوات شعبية لوقف القتال وحماية المدنيين.
خلفيات التوتر: صراع نفوذ وحالة فراغ أمني
تشير التقارير إلى أن الخلافات المتصاعدة بين فصائل محلية مدعومة من قوى أمنية وعناصر من العشائر تعود إلى صراعات على النفوذ والسيطرة في بعض المناطق، إلى جانب اتهامات متبادلة بضلوع بعض الأطراف في أعمال تهريب وتعديات على الممتلكات.
وتعاني السويداء من فراغ أمني مزمن، خاصة مع ضعف وجود الدولة في بعض المناطق، ما ترك المجال مفتوحًا لظهور مجموعات مسلحة متباينة الولاءات، تتنازع السيطرة، وتفرض نفوذها بوسائل متعددة، منها العنف.
دعوات للتهدئة وسط صمت رسمي
في ظل هذا التصعيد، أطلقت شخصيات دينية ووجهاء محليون نداءات عاجلة للتهدئة ووقف إطلاق النار، محذرين من انزلاق الوضع نحو مواجهة شاملة تهدد النسيج الاجتماعي في المحافظة.
ورغم خطورة الأحداث، لم يصدر أي تعليق رسمي حتى لحظة إعداد هذا التقرير من قبل الحكومة السورية أو الفصائل المتورطة، ما يعكس غياب الحلول المؤسساتية واستمرار اعتماد الأطراف على منطق القوة.
السويداء بين الهدوء الحذر والانفجار المحتمل
تأتي هذه التطورات في وقت تمر فيه السويداء بمرحلة دقيقة، بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية السلمية التي طالبت بتحسين الأوضاع المعيشية ومكافحة الفساد، في مشهد نادر الحدوث ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
ويخشى مراقبون أن تؤدي الاشتباكات الأخيرة إلى تقويض أي فرص للتهدئة الاجتماعية، خاصة مع تراكم المظالم الشعبية وتراجع الخدمات الأساسية وانتشار الفقر والبطالة.
اطرح لنا افكار اكثر واكتب تعليق يليق بك