القائمة الرئيسية

الصفحات

انتحال صوت وزير الخارجية الأمريكي عبر الذكاء الاصطناعي: محتال يخدع دبلوماسيين ومسؤولين أمريكيين

 الذكاء الاصطناعي في قبضة الاحتيال السياسي: مكالمات وهمية تطال وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى

انتحال صوت وزير الخارجية الأمريكي عبر الذكاء الاصطناعي: محتال يخدع دبلوماسيين ومسؤولين أمريكيين


باستخدام تقنيات متقدمة من الذكاء الاصطناعي لتقليد الصوت والنص، محتال ينجح في التواصل مع شخصيات حكومية بارزة في الداخل والخارج

في حادثة صادمة تكشف عن مدى تطور واختراق تقنيات الذكاء الاصطناعي، تمكّن محتال مجهول من انتحال هوية وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وإجراء اتصالات هاتفية "مقنعة" مع عدد من وزراء الخارجية الأجانب، بالإضافة إلى حاكم ولاية أمريكية وعضو في الكونغرس، دون أن يشكوا للحظة في هوية المتحدث.

وبحسب مصادر إعلامية أمريكية، فقد استخدم المحتال تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء نسخة صوتية مطابقة لصوت الوزير بلينكن، مدعومة بنصوص معدة مسبقًا أو مولدة في الوقت الفعلي، تتيح له الحديث بشكل طبيعي أثناء المكالمات، مما جعل عملية التزوير متقنة بشكل مذهل.

ويقول مسؤولون مطلعون على التحقيقات إن "هذه ليست مجرد مزحة تكنولوجية، بل محاولة منظمة ومتقدمة لاستغلال الثقة السياسية وإرباك التواصل الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وشركائها الدوليين". وأكدوا أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد هوية الفاعل، والدوافع الحقيقية وراء العملية، سواء كانت هجومًا فرديًا أو جزءًا من عملية تجسس إلكتروني أكبر.

كيف تم الخداع؟

بحسب التقارير، فقد تم استهداف وزراء خارجية من دول أوروبية وآسيوية، حيث تلقى بعضهم مكالمات مباشرة عبر تطبيقات اتصال مشفرة، دون أن يتمكنوا من التمييز بين الصوت المزيف والصوت الحقيقي للوزير بلينكن. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن المحتال ربما استخدم تسجيلات صوتية قديمة كقاعدة لتدريب النموذج الصوتي، ومن ثم توليد نبرة صوت تفاعلية معبرة بدرجة مذهلة من الواقعية.

وأكثر ما يثير القلق أن بعض هذه المكالمات دامت لعدة دقائق، وتخللتها مناقشات حول قضايا دولية حساسة، ما يفتح الباب أمام مخاوف أمنية واستخباراتية عميقة.

ردود فعل غاضبة وتحذيرات رسمية

في أول تعليق رسمي، حذر البيت الأبيض من تصاعد استغلال الذكاء الاصطناعي في قضايا الأمن القومي، مؤكداً أن الحكومة الأمريكية تتعامل مع هذا الحادث ببالغ الجدية، وأنه يتم مراجعة كافة بروتوكولات الاتصال والتوثيق الخاصة بالمسؤولين الفيدراليين والدوليين.

كما دعت وزارة الخارجية الأمريكية الدول الحليفة إلى توخي الحذر الشديد في التعامل مع المكالمات غير الموثقة، وشددت على ضرورة التأكد من هوية المتصلين باستخدام وسائل تحقق متعددة مثل الفيديو أو رموز المصادقة المسبقة.

وقال مسؤول في الأمن السيبراني الأمريكي:

"ما حدث هو إنذار مبكر على ما يمكن أن يتحول إلى شكل جديد من الحروب المعلوماتية، حيث يمكن لأي جهة مزودة بأدوات ذكاء اصطناعي متقدمة أن تُحدث فوضى دبلوماسية أو اقتصادية بكبسة زر."

مخاطر متزايدة مع تطور الذكاء الاصطناعي

يرى خبراء في الأمن السيبراني أن ما حدث ليس إلا قمة جبل الجليد، إذ أن تقنيات "التزييف العميق Deepfake"، سواء كانت صوتية أو مرئية، أصبحت في متناول الأفراد وليس فقط الدول أو الجماعات المنظمة، وهو ما يفرض ضغوطًا جديدة على المنظومة القانونية والسياسية في العالم.

وحذر محللون من أن هذه التقنيات قد تُستخدم مستقبلاً في شن هجمات سيبرانية موجهة، أو لتضليل الأسواق المالية، أو حتى للتأثير على نتائج الانتخابات، خاصة مع صعوبة اكتشافها من قبل غير المختصين.

الدعوة إلى تشريعات عاجلة

في ضوء هذه الحادثة، جدد عدد من أعضاء الكونغرس الدعوة لتشريع قوانين عاجلة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي، وتجرّم استغلاله في انتحال الشخصيات أو خلق محتوى مزيف بغرض التضليل أو الابتزاز أو التجسس.

وقالت عضو الكونغرس [اسم اختياري مثل: إليزابيث وارين]:

"إن لم نتحرك الآن، فإننا نفتح الباب أمام فوضى معلوماتية غير مسبوقة تهدد ديمقراطيات العالم ومجتمعاته."


تعليقات

التنقل السريع