"تنطلق من ميناء سيراكيوز الإيطالي محمّلة بنشطاء ومساعدات إنسانية في مهمة تضامنية مع غزة المحاصرة"
تستعد سفينة حنظلة، إحدى سفن "أسطول الحرية"، للإبحار خلال ساعات اليوم الأحد من ميناء سيراكيوز الإيطالي، متجهة نحو قطاع غزة في مهمة تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا.
ويشارك في الرحلة عشرات النشطاء والمتضامنين الدوليين من مختلف الجنسيات، إضافة إلى ممثلين عن مؤسسات إنسانية وطبية، حاملين معهم مساعدات طبية وغذائية رمزية، ورسالة دعم للشعب الفلسطيني الذي يواجه حربًا مستمرة وعدوانًا متصاعدًا.
وقال المنظمون إن سفينة "حنظلة" تحمل اسم الشخصية الرمزية التي ابتكرها الرسام الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، للتعبير عن الرفض والتمسك بالحق الفلسطيني، مشيرين إلى أن الرحلة تمثل تحديًا سلميًا للحصار غير القانوني المفروض على غزة.
تهديدات إسرائيلية وتحذيرات متكررة
فيما تتابع سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحركات السفينة عن كثب، وسط تحذيرات مسبقة بأنها "لن تسمح لأي سفينة بخرق الحصار البحري المفروض على غزة"، وهو ما يثير المخاوف من إمكانية اعتراض السفينة في عرض البحر.
رغم ذلك، أكد القائمون على الحملة أن تحرّك السفينة يأتي ضمن القانون الدولي وحق الشعوب في التنقل وتقديم الإغاثة، مذكّرين بالمواقف الدولية التي طالبت مرارًا برفع الحصار عن غزة وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
حراك دولي متضامن مع غزة
رحلة "حنظلة" تحظى بتغطية واسعة من وسائل الإعلام الأوروبية والدولية، كما لاقت دعمًا من منظمات حقوقية، بينها التحالف الدولي لكسر الحصار، الذي دعا الحكومات الأوروبية إلى عدم عرقلة السفينة والسماح لها بمتابعة طريقها بأمان.
من جانبهم، أعرب أهالي قطاع غزة عن تقديرهم العميق لهذه المبادرة، التي قالوا إنها "تبعث الأمل في وقت يشتد فيه العدوان والمعاناة الإنسانية"، خاصة مع النقص الحاد في الأدوية والوقود واحتياجات الحياة الأساسية.
حنظلة.. أكثر من سفينة
لا تحمل "حنظلة" مجرد مساعدات أو متضامنين، بل تحمل رسالة سياسية وإنسانية واضحة، مفادها أن العالم لم ولن يصمت على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة، وأن هناك من لا يزال يؤمن بفكرة المقاومة السلمية والتضامن الشعبي العابر للحدود.
يرى مراقبون أن السفينة، وإن كانت صغيرة في إمكانياتها، إلا أن صداها الإعلامي والحقوقي كبير، خاصة في ظل تعتيم الاحتلال على الجرائم اليومية المرتكبة في القطاع، مؤكدين أن هذه المبادرات تعيد تسليط الضوء على المأساة المستمرة في غزة، وتُحرج الحكومات التي تلتزم الصمت أو تقف على الحياد.
وفي الوقت الذي تسعى فيه آلة الحرب الإسرائيلية لعزل غزة، تأتي مبادرات مثل "حنظلة" لتقول: "غزة ليست وحدها، والضمير الإنساني لم يمت."
اطرح لنا افكار اكثر واكتب تعليق يليق بك