جباليا – قطاع غزة | الأحد 29 يونيو 2025
استشهد عدد من المواطنين وأُصيب آخرون، مساء اليوم، جراء غارة جوية شنّتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مدرسة حلاوة التابعة لوكالة الأونروا في بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
ووفق مصادر طبية ومحلية، فإن القصف استهدف المدرسة التي كانت تأوي عشرات العائلات النازحة، ما أدى إلى سقوط شهداء وإصابة عدد كبير من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، في مشهد مروّع يتكرر في مناطق الإيواء التي يُفترض أن تكون آمنة.
فرق الإسعاف والدفاع المدني هرعت إلى المكان وسط صعوبة بالغة في عمليات الإخلاء بسبب حجم الدمار الهائل وانتشار الشظايا داخل أروقة المدرسة، وسط تحذيرات من ارتفاع عدد الشهداء نتيجة الإصابات الخطيرة.
وتُعد هذه الغارة واحدة من أكثر الهجمات دموية على المرافق التعليمية التابعة للأمم المتحدة منذ بداية التصعيد، في وقتٍ يتواصل فيه القصف الإسرائيلي المكثف على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
الاحتلال لم يُعلق رسميًا بعد على الاستهداف، فيما طالبت جهات حقوقية ودولية بفتح تحقيق عاجل في استهداف المدنيين ومقار الأمم المتحدة، معتبرة أن ما يحدث "يرقى إلى جرائم حرب".
مجزرة جديدة بحق المدنيين
ووفق وزارة الصحة في غزة، فإن الهجوم أسفر حتى الآن عن استشهاد ما لا يقل عن 29 شخصًا، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، بعضهم في حالات حرجة.
وأكدت أن الطواقم الطبية تواجه صعوبة في إخلاء الجرحى بسبب الاستهداف المتكرر لطرق الإسعاف، والنقص الحاد في المعدات والكوادر الطبية.
وأظهرت مقاطع مصورة من داخل المدرسة مشاهد مروعة لجثث ملقاة على الأرض، ودماء تغطي الممرات بين المقاعد الدراسية والسبورات، في ما وصفه ناشطون بأنه "مجزرة متعمدة بحق نازحين لجأوا إلى مؤسسة تعليمية طلبًا للحماية".
استهداف ممنهج للمراكز المدنية
وتأتي هذه الضربة ضمن سلسلة متواصلة من الاستهدافات التي طالت مدارس ومراكز إيواء تابعة لوكالة الأونروا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث قُصفت أكثر من 150 منشأة تعليمية، بينها مدارس تم تحويلها إلى ملاجئ مؤقتة.
من جهتها، أدانت الأونروا في بيان رسمي "الاستهداف الممنهج للمدارس التابعة لها"، مؤكدة أن هذه الهجمات تشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، خصوصًا عندما يتم استهداف أماكن تعلم وإيواء الأطفال.
تنديد دولي ومطالب بالتحقيق
وعلى الصعيد الدولي، توالت ردود الفعل الغاضبة، حيث دعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق عاجل ومستقل في القصف، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار لحماية أرواح المدنيين.
كما أعربت عدة منظمات حقوقية، منها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، عن قلقها العميق من تكرار مثل هذه الجرائم، محذرة من أن "صمت المجتمع الدولي يعطي ضوءًا أخضر لاستمرار الانتهاكات".
أزمة إنسانية خانقة
تعيش غزة حاليًا واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها، حيث نزح أكثر من مليون شخص من منازلهم، وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل، بينما تفتقر المدارس ومراكز الإيواء إلى أدنى مقومات الحياة.
ويقول سكان القطاع إنهم أصبحوا غير قادرين على تمييز الأماكن الآمنة من غير الآمنة، في ظل القصف المستمر وغياب الضمانات الدولية.
خلفية
مدرسة حلاوة كانت قد تحولت إلى مركز إيواء بعد تدمير آلاف المنازل في شمال غزة خلال الشهور الماضية، وتستضيف مئات المدنيين الذين فرّوا من مناطق القتال.
اطرح لنا افكار اكثر واكتب تعليق يليق بك