متابعة: مخاوف إسرائيلية من انعكاسات الخطوة الأردنية على التوازن الأمني في المنطقة
أثار إعلان الحكومة الأردنية إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم الإلزامية ردود فعل متباينة داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث رأت وسائل إعلام عبرية ومحللون سياسيون أنّ الخطوة تحمل أبعادًا استراتيجية وأمنية قد تؤثر على موازين القوى في المنطقة، خصوصًا في ظل الظروف السياسية والأمنية الراهنة على الحدود الشرقية لفلسطين المحتلة.
قلق إسرائيلي من البعد الأمني
صحف عبرية مثل معاريف ويديعوت أحرونوت أشارت إلى أنّ الأردن يسعى من خلال إعادة خدمة العلم إلى تعزيز قدراته الدفاعية وإعداد جيل جديد من الشباب الأردني على الانضباط العسكري والجاهزية الوطنية، وهو ما تعتبره المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تطورًا يستحق المتابعة الدقيقة.
ويرى خبراء عسكريون في تل أبيب أنّ الخدمة الإلزامية قد تسهم في زيادة خبرة الشباب الأردني وتعزيز قيم الانتماء، وهو ما يرفع منسوب الجاهزية العامة لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.
قراءة سياسية واستراتيجية
على الصعيد السياسي، ربطت تحليلات إسرائيلية بين إعادة خدمة العلم في الأردن والتطورات الإقليمية، خصوصًا مع استمرار التوترات في الضفة الغربية وغزة، وارتفاع حدة المواجهة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
وتخشى الأوساط الإسرائيلية أن تترجم هذه الخطوة إلى توسيع هامش الاستقلالية الأردنية في التعامل مع ملفات الأمن والدفاع، بما قد ينعكس على التنسيق الأمني القائم بين عمان وتل أبيب في بعض المجالات.
الإعلام العبري: الأردن يعيد صياغة هويته الوطنية
من زاوية اجتماعية، اعتبرت بعض المقالات في الإعلام العبري أنّ برنامج خدمة العلم يمثل رسالة أردنية نحو الداخل أيضًا، إذ يعزز من لحمة المجتمع ويدعم قيم الانتماء الوطني، ويعطي صورة عن دولة تسعى لتقوية جبهتها الداخلية في وقت تمر فيه المنطقة بتحولات كبرى.
وأشار محللون إسرائيليون إلى أنّ الأردن يبعث برسالة واضحة بأنّ أمنه الوطني يعتمد بالدرجة الأولى على شعبه وقواته، وهو ما قد يحدّ من محاولات الاحتلال استثمار بعض الملفات الداخلية.
انعكاسات مستقبلية
بحسب التقديرات العسكرية في تل أبيب، فإنّ المدى البعيد لهذه الخطوة يعتمد على آلية تطبيق برنامج الخدمة، وعدد الشباب الذين سيلتحقون به سنويًا، ومدى استمراريته.
لكن هناك قناعة آخذة في التشكّل داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية بأنّ الأردن يسير نحو تعزيز منظومته الدفاعية والسيادية في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة، وهو ما يستدعي مراقبة دقيقة من جانب كيان الاحتلال.
اطرح لنا افكار اكثر واكتب تعليق يليق بك